Skip to main content
الركود الاقتصادي

الركود الاقتصادي الواهم

كثيرا ما يُسمع في الوقت الحاضر أن “الاقتصاد يعاني” أو ان هناك “ركود اقتصادي”.

في الوقت نفسه يسمع عن مؤسسات أو شخصيات تزدهر أعمالها في الوقت الذي “يعاني” أو “يركد” في الاقتصاد.

فهل هناك ركود اقتصادي حقاً؟ أم أن نماذج الأعمال هي التي تعاني؟

الإجابة في اعتقادنا أن نماذج الأعمال هي التي تغيرت و أصبحت غير مناسبة لبيئة العمل بالاضافة الي اندماج التكنولوجيا في اغلب المجالات تسببت في تغيير في نماذج العمل، بالإضافة إلى التغيير الكبير في سلوكيات المستهلك.

لن نخوض في الحديث عن سلوكيات المستهلك في هذا المقال و لكن سنسلط الضوء عن نماذج الأعمال و سنطرح هنا بعض الأمثلة للمساعدة في استيضاح الأمر:

صناعة السيارات

في صناعة السيارات، أصبح هامش الربح ضئيل لان الاقبال تزايد على السيارات الكهربائية او خدمات الاجرة الرقمية مثل أوبر و بالتالي الضغط في تزايد على شركات تصنيع السيارات في العالم و تغيير نموذج العمل اصبح امر اساسي. فعلى سبيل المثال اقفل مصنع جاقور رينج روفر في منطقة صوليهول – انجلترا سنة 2019 بسبب تغيير خط الانتاج بالكامل و التركيز على سيارات ذكية بدلاً من السيارات التقليدية.  

المطاعم

المطاعم أصبحت في بعض المناطق فارغة بينما الخدمة الخاصة بتحضير الطعام من البيت اصبحت في نمو ملحوظ لان منصات التواصل الاجتماعي أعطت لربات البيوت الفرصة لمنافسة المطاعم بتكاليف أقل.

الخدمات التعليمية

التحصيل العلمي للفصول الدراسية قل او بالأحرى أصبح غير مواكب للتعليم المتاح على المنصات التعليمية عبر الإنترنت. فبعض القنوات على يوتيوب توفر حصص مجانية عملية في بعض المجالات لا توفرها أكبر الجامعات في العالم.!    

المحال التجارية

التجار يعانون من كساد بضاعتهم وقلت هامش ربحهم بينما مواقع التسوق على الإنترنت  تحطم الأرقام القياسية في المبيعات ومنصات التواصل الاجتماعي خلقت تجار جدد و خط تنافس جديد فإنشاء متجر الكتروني على الانترنت لا يكلف الكثير. ففي تاريخ كتابة هذا المقال أغلب المتاجر مقفلة بسبب فيروس كورونا و لكن المتاجر الالكترونية تكاد غير قادرة على استيعاب طلبات الزبائن. 

الاتصالات

انخفاض فواتير الهاتف الجوال و انعدام الهاتف الأرضي، ولكن تغلغل الإنترنت خلق العديد من التطبيقات التى تسهل التواصل و بجودة أفضل.

الامثلة السابقة ربما توضح التغيير الكبير في اغلب القطاعات المهمة و لكنها لا توضح نموذج العمل و مفهومهم بشكل بسيط. 

يعد نموذج العمل لنشاطك التجاري وصفاً لكيفية تحقيق ارباحك و تفسير لكيفية تقديم قيمة اضافية لعملائك بتكلفة مناسبة من خلال استكشاف التكاليف والمصروفات التي لديك ومقدار ما يمكنك دفعه مقابل منتجك أو خدمتك.

أن غابة القيمة المضافة من منتجاتك و خدماتك قد يجعل تسويقها مهمة صعبة، و ان لم يتم التطوير المستمر في نموذج العمل واختبار فاعليته قد تشعر بالركود الاقتصادي الواهم. 

إذا أردنا الحقيقة فإن ما نشهده اليوم هو تغيير كبير و بداية مرحلة انتقالية في إدارة الأعمال التجارية. وأي مرحلةٍ إنتقالية عادةً تكون مؤلمة لأولئك الذين أسسوا أعمالهم بشكل جيد والذين هم “سادة الماضي” ربما يصمد البعض منهم لفترة و جيزة و لكنه تحدي لهم لتطوير خدماتهم و نماذج العمل ليس فقط بمواكبة ما يحدث بل بالابتكار و تقديم الافضل و الوصول إلى العدد الأكبر من المستهلكين للحفاظ على حصتهم في السوق.

سليمان كرّيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *